اين تكون روح الميت بعد سؤال الملكين له ؟ الاجابه غير متوقعه !!!
اين تكون روح الميت بعد سؤال الملكين له ؟
الاجابه غير متوقعه !!!
الجواب الحمد لله هذه المسألة من مسائل الغيب التي لا مجال للاجتهاد
فيها ، وإنّما
يتّبع فيها الوحي ، وقد صحّت عن المصطفى صلّى الله عليه
وسلّم أحاديث عدّة في
بيان أماكن أرواح العباد ؛ لذلك اختلف أهل العلم في
تحديد أماكنها بناءً على
اختلاف الأحاديث الواردة بذلك . والذي يظهر -والله
أعلم – أنّ الأرواح على أشكال
عدّة ، ولكلٍّ مكان خاصّ يختلف عن مكان
الأخرى ؛ فإنّ النّصوص قد جاءت بأنّ
منها ما يكون في حواصل طير خضر تسرح في
الجنّة ، وجاء في بعض النّصوص
بأنّها تكون أسودة عن يمين آدم وعن يساره ؛
فأهل اليمين منهم أهل الجنة ،
والأسودة عن شماله أهل النار ؛ فإذا نظر عن
يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله
بكى . وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
عن شخص بعد الموت محبوس على باب
الجنّة ، فقال : ( رأيت صاحبكم محبوساً على
باب الجنّة ) ، وفي الحديث الصّحيح
: ( ومنهم من يُحبس في قبره بسبب
الدَّين ، ومنهم من حبس في قبره في غلّة
غلّها ) ، ومن الأرواح ما يكون
مقرّه عند باب الجنّة ، كما جاء في حديث ابن
عبّاس : ( الشّهداء على بارق )
، ما هو بارق ؟ ( قال : نهر بباب الجنة في قبة
خضراء يخرج عليهم رزقهم من
الجنّة بكرةً وعشياً ) . حديث صحيح . فالأرواح
منها ما هو في مراتب عليا ،
تسرح في الجنّة مع النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء
والصّالحين ، ومنها ما
يكون على بارق -نهر بباب الجنّة- يخرج رزقهم من الجنّة
إليهم بكرة وعشياً ،
ومنها ما يكون في قناديل ، ومنها ما يأوي تحت العرش ،
ومن الأرواح ما يكون
محبوساً في الأرض لا يرفع إلى الملأ الأعلى ، ومنها ما
يكون محبوساً في
تنور من نار يأتيهم النّار من أسفل فيضجّون ويصيحون ،
وهؤلاء هم الزناة
والزواني ، وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن حالهم في
الحديث
الصّحيح : ( أرواح الزناة والزواني تحبس في تنور من نار يعذّبون إلى أن
تقوم السّاعة ) . هذا عذابهم في البرزخ ، وكذلك أكلة الربا الذين رآهم
النّبيّ –
صلّى الله عليه وسلّم – يسبحون في نهر الدم ويلقمون الحجارة ،
ويسبحون
والحجارة في بطونهم في نهرٍ من دم منتن ، كما كانوا يأكلون الربا
في الدنيا . ومع
أن الأرواح لها أحوال مختلفة ، في أماكن مختلفة ، فإنه
يبقى لها اتّصال بالبدن في
الأرض ، ولو كانت تطير وتسرح في أنهار الجنة في
أعلى علّيّين . قال ابن قيّم
الجوزيّة في كتابه “الرّوح” (1/90-92) : ”
هذه مسألة عظيمة تكلّم فيها النّاس
واختلفوا فيها ، وهى إنّما تتلقّّّى من
السّمع فقط ، واختلف في ذلك : فقال قائلون :
أرواح المؤمنين عند الله في
الجنّة ، شهداء كانوا أم غير شهداء ؛ إذا لم يحبسهم
عن الجنّة كبيرة ولا
دين ، وتلقّاهم ربّهم بالعفو عنهم والرّحمة لهم . وهذا مذهب
أبى هريرة وعبد
الله بن عمر رضي الله عنهم . وقالت طائفة : هم بفِناء الجنّة
على بابها ،
يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها . وقالت طائفة : الأرواح على أفنية
قبورها
. وقال مالك : بلغني أنّ الرّوح مرسلة تذهب حيث شاءت . وقال الإمام
أحمد
في رواية ابنه عبد الله : أرواح الكفّار في النّار، وأرواح المؤمنين في
الجنّة.
وقال أبو عبد الله بن منده : وقال طائفة من الصّحابة والتّابعين :
أرواح المؤمنين
عند الله عزّ و جلّ ولم يزيدوا على ذلك . قال : روي عن
جماعة من الصّحابة
والتّابعين : أرواح المؤمنين بالجابية ، وأرواح الكفّار
ببَرَهوت بئر بحضرموت .
وقالت طائفة : أرواح المؤمنين ببئر زمزم ، وأرواح
الكفّار ببئر برهوت . وقال
سلمان الفارسيّ : أرواح المؤمنين في برزخ من
الأرض تذهب حيث شاءت ،
وأرواح الكفّار في سجّين ، وفي لفظ عنه : نسمة
المؤمن تذهب في الأرض حيث
شاءت . وقالت طائفة : أرواح المؤمنين عن يمين
آدم ، وأرواح الكفّار عن شماله
. وقالت طائفة أخرى منهم ابن حزم : مستقرّها
حيث كانت قبل خلق أجسادها ”
. انتهى بتصرّف يسير . وقال ابن أبي العزّ
عقب ذكر الأقوال في المسألة في شرح
“العقيدة الطّحاويّة” (1/396) : ”
ويتلخّص من أدلّتها : أنّ الأرواح في البرزخ
متفاوتة أعظم تفاوت فمنها :
أرواح في أعلى علّيّين في الملأ الأعلى ، وهي
أرواح
الأنبياء صلوات الله
عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم ، ومنها أرواح في
حواصل طير خضر تسرح
في الجنّة حيث شاءت ، وهي أرواح بعض الشّهداء لا
كلّهم ، بل من الشهداء من
تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه ، … ومن
الأرواح من يكون محبوسًا على
باب الجنّة ، ومنهم من يكون محبوسًا في قبره ،
ومنهم من يكون في الأرض ،
ومنها أرواح في تنور الزّناة والزّواني ، وأرواح في
نهر الدم تسبح فيه
وتلقم الحجارة ، كلّ ذلك تشهد له السنة والله أعلم “. انتهى
بتصرّف . والله
أعلم . من موقع الاسلام سؤال وجواب
لـــحـــظـــة من فضلك ... إقــــــــرأ أيـــــضـــا هذه المواضيع :